شباب الموصل

شاب من الموصل







سأل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه أحد الصحابة عن رجل فأثنى عليه الصحابى خيرا فسأله عمر

هل أنت جاره الذى يرى مدخله ومخرجه؟ فقال لا

هل تعاملت معه بالدينار والدرهم؟ فقال لا

هل سافرت معه السفر الطويل الذى يعرف به الرجال؟ فقال لا

قال له عمر

لعلك رأيته بالمسجد فأعجبتك صلاته

إذهب

فإتنى بمن يعرفه فأنت لاتعرفه



******************

ولهذا سمى السفر سفرا لانه يسفر عن اخلاق الرجال, كنت على سفر وحضرت قبل الموعد المحدد وفوجئت بان رحلتى غادرت وانه على الانتظار للرحلة القادمة, فحمدت الله وجلست, وأثناء انتظارى حضر شاب فى بداية الثلاثينات من عمره أصابه ما أصابنى وبعد فترة كثر العدد ويبدو ان الامر كان عارضا, المهم تجاذبت مع الشاب اطراف الحديث لما شعرت من سمته أنه متدين واطمأن قلبى للحديث معه, وعلمت انه من الموصل بالعراق حصل على الماجستير من بريطانيا ويستعد للسفر الى استراليا لانهاء الدكتوراه وبعمل نائبالرئيس قسم تقنية المعلومات فى أحد الدوائر الحكومية للتنمية خارج العراق



*****************

حدثتى عن الموصل وبغداد حديثا طيبا تأكدت منه من معدن الناس بالرغم من الظروف الحالية, ذكرنى بمافعله هولاكو ببغداد حينما قتل 2 مليون مسلم بشوارع بغداد ومن نجى منه إختفى فى مجارى الصرف الصحى وما أن خرج بعد ايام حتى مات بسبب الطاعون الذى انتشر من الجثث الملقاه بالشوارع حتى اصاب الطاعون أهل الشام

ذكرنى بما فعله هولاكو بمكتبه بغداد حينما صنع من كتبها جسرا عبر عليه الفرات حتى تلون مياهه ليومين بلون حبر الكتب

وكيف كشف الله بعد ذلك الغمه ونصر الأمه



*****************

كان علينا ان نفترق فى المدينة التى وصلنا اليها لانه اراد ان يستقل طائرة تعود به لعمله بعد يوم وكان على ان اكمل رحلتى

فودعته وسعدت بمعرفته ولحديثه الذى جدد الامل عندى وفاجأنى بسؤال وبطلب

أما السؤال

فقال لى لماذا كنت مبتهجا طول الرحلة بالرغم من ظروفنا؟ فقلت له لاننى اخذت بالاسباب ولم اقصر وقدر الله نافد ومن رضى فله الرضا



*****************

وأما الطلب

فقد طلب منى أن أدعو لابنه المريض بتكسر صفائح الدم بظهر الغيب

وأنا أستسمحكم أن تدعوا له معى

نسأل الله رب العرش العظيم

أن يشفى ابن أخينا أشرف

وكل مريض مسلم شفاءا

لا يغادر سقما

وأن يحفظ بلاد المسلمين من كل مكروه وسوء



*****************