رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
-------------------------------------------
(زيـادة الإيـمـان ونـقـصـانـه)
-------------------------------------------
عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ ،
وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ ،
وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ:
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ ".
* رواه الـبـخـاري
-------------------------------------------
( فتح الباري بشرح صحيح البخاري )
قَوْله: (مَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَفِي قَلْبه):
فِيهِ دَلِيل عَلَى اِشْتِرَاط النُّطْق بِالتَّوْحِيدِ.
أَوْ الْمُرَاد بِالْقَوْلِ هُنَا الْقَوْل النَّفْسِيّ.
فَالْمَعْنَى: مَنْ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ وَصَدَقَ، فَالْإِقْرَار لَا بُدّ مِنْهُ، فَلِهَذَا أَعَادَهُ فِي كُلّ مَرَّة.
وَالتَّفَاوُت يَحْصُل فِي التَّصْدِيق عَلَى الْوَجْه الْمُتَقَدِّم.
فَإِنْ قِيلَ: فَكَيْف لَمْ يَذْكُر الرِّسَالَة؟
فَالْجَوَاب:
أَنَّ الْمُرَاد الْمَجْمُوع، وَصَارَ الْجُزْء الْأَوَّل عَلَمًا عَلَيْهِ.
كَمَا تَقُول: قَرَأْت (قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد)، أَيْ: السُّورَة كُلّهَا.
قَوْله: (بُرَّة): وَهِيَ الْقَمْحَة.
* وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ وَزْن الْبُرَّة دُون وَزْن الشَّعِيرَة، لِأَنَّهُ قَدَّمَ الشَّعِيرَة وَتَلَاهَا بِالْبُرَّةِ ثُمَّ الذَّرَّة، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي بَعْض الْبِلَاد.