الأصمعي والجارية
عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الاصمعي
"122 - 216 هـ = 740 - 831 م"
الأصمعي: راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان. نسبته إلى جده أصمع. ومولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جدا. وكان الرشيد يسميه " شيطان الشعر ".
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : " دَخَلْت الْبَادِيَةَ فَإِذَا امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ لَهَا بَعْلٌ قَبِيحٌ ، فَقُلْت لَهَا كَيْفَ تَرْضِينَ لِنَفْسِك أَنْ تَكُونِي تَحْتَ هَذَا ؟ قَالَتْ اسْمَعْ يَا هَذَا : لَعَلَّهُ أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَالِقِهِ فَجَعَلَنِي ثَوَابَهُ ، وَلَعَلِّي أَسَأْت فَجَعَلَهُ عُقُوبَتِي " .
ويقول الأصمعي: دخلت على جعفر بن يحيى بن خالد يوماً من الأيّام فقال لي: يا أصمعي هل لك أن أهب لك جاريةً نظيفة؟ قلت: إني لمحتاجٌ إلى ذلك، فأمر بإخراج جاريةٍ إلى مجلسه، فخرجت جاريةٌ في غاية الحسن والجمال والهيئة والظَّرف، فقال لها: قد وهبتك لهذا. وقال لي: يا أصمعي خذها، فشكرته؛ فبكت الجارية وقالت: يا سيّدي تدفعني إلى هذا الشيخ مع ما أرى من سماجته وقبح منظره؟! J وجزعت جزعاً شديداً.
فقال: يا أصمعي: هل لك أن أعوضِّك منها ألف دينار؟ قلت: ما أكره ذلك. فأمر لي بألف دينار ودخلت الجارية، فقال لي: يا أصمعي إني أنكرت على هذه الجارية أمراً فأردت عقوبتها بك J، ثم رحمتها منكJ. فقلت: أيّها الأمير فألا أعلمتني قبل ذلك؟ فإني لم آتك حتّى سرَّحت لحيتي وأصلحت عمّتي، ولو عرفت الخبر لحضرت على هيئة خلقتي، فو الله لو رأتني كذلك لما عاودت شيئاً تكرهه منها أبداً ما بقيتJ.
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ