دخل شريك بن الأعور (وكان دميما) على معاوية، فقال له معاوية: إنك لدميم، والجميل خير من الدميم، وإنك لشريك، وما لله من شريك، وإن أباك أعور، والصحيح خير من الأعور، فكيف سدت قومك؟ فقال له: إنك معاوية، وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت الكلاب، وإنك لابن صخر والسهل خير من الصخر، وإنك لابن حرب والسلم خير من الحرب، وإنك لابن أمية، وما أمية إلا أمة صغرت. فكيف صرت أمير المؤمنين؟
جرح الكلام أصعب من جرح الحسام.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالمُعَافَاةَ الدَّائِمَةَ فِي الدِّينِ والدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
حفظ السر؛ لقد كان صلى الله عليه وسلم يثق في شباب أصحابه، ويستأمنهم على أمور خاصة، وقد كانوا - رضوان الله عليهم - على مستوى المسؤولية في ذلك. وتبقى تلك الأسرار إلى يومنا هذا قد ماتت مع موت أصحابها، وربما كان البعض منها مهمة إجرائية تتطلب الإسرار في وقتها، لكن البحث في حقيقة هذه الأسرار أمرٌ لا طائل وراءه، فلتبق هذه النصوص خير شاهد على حفظ أولئك للسر وعنايتهم به. عن أنس - رضي الله عنه - قال أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، قال فسلم علينا فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمي فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تحدثن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً، قال أنس: (والله لو حدثت به أحداً لحدثتك يا ثابت)، رواه مسلم. وفي رواية: (أسر إلي نبي الله صلى الله عليه وسلم سراً فما أخبرت به أحداً، ولقد سألتني عنه أم سليم فما أخبرتها به).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إتق المحارم، تكن أعبد الناس. وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس. وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا. وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما. ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب. عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ رواه أحمد.